العلاج عن بعد... مركز تأهيل مصغر في المنزل
قيمة الوصول تكون في الرحلة، حيث تسبقنا تلك الطموحات الكبيرة إلى المحطة الأخيرة، ونسعى خلفها دون اعتبار للتحديات الكبيرة. هذا حال نادين البالغة من العمر ثلاثة اعوام، والتي شخصت على عمر السنة بتأخر النمو، الأمر الذي تسبب لها بتاخر في الحركة والنطق.
وقد قام والداها بزيارة د.وضاح ملحيس الذي قام باحالتها لمركز التأهيل في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس. حيث تلقت منذ لحظة وصولها جلسات مكثفة من العلاج الشامل، استمرت لمدة تسع اسابيع ضمن اربع ادخالات.
كما انضم جمال والد نادين، لزوجته وطفلته في معظم جلسات العلاج في ايام الأحد والخميس، حيث اعتبر هذه الجلسات محفزة للأهل والاطفال " تعلمنا كأهل الكثير عن وضع اطفالنا، حيث اصبحنا قادرين على تقديم الدعم لهم اكثر من ذي قبل".
قبل احالتها لمؤسسة الاميرة بسمة بالقدس، كانت نادين تعتمد على من حولها بشكل كبير في كل ما ترغب القيام به، إنما بعد الادخال الرابع ابدت تحسنا كبيرا، حيث تسطيع الان الجلوس وحدها، اضافة لقدرتها على التكلم والمشي. كما ابدت تحسنا ملحوظا على سلوكها الاجتماعي فباتت اكثر تقبلا للتواجد مع اشخاص من خارج عائلتها.
ومن جانب اخر، برغم انتشار فايروس كورونا، الذي تسبب بفرض الاغلاق الشامل استمر طاقم مؤسسة الأميرة بسمة بتقديم خدمات العلاج للاطفال من خلال برنامج العلاج عن بعد. وبهذه الطريقة تمكنت نادين من الحصول على جلساتها العلاجية عبر شاشة الحاسوب في المنزل، وكان ذلك بمشاركة ومتابعة كاملة من والديها الذان حرصا على تقديم كامل الدعم لها من خلال اتباع الارشادات والنصائح التي يقدمها لهم طاقم التأهيل في مؤسسة الاميرة بسمة، كما ابدعت عائلة نادين بتوظيف كل ما اتيح من مصادر قاموا بتحويلها لادوات تستخدم في العلاج.
ومن جانبه قال جمال، " إنه وبسبب برنامج تمكين الاسرة، اضافة للبرنامج المنزلي، تمكنت مع عائلتي من تشكيل "مركز تأهيل صغير" لنادين في المنزل، كمحاكة لمركز التأهيل في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس، حيث نعمل معا على تطبيق جميع التمارين المهمة لدعم تطور طفلتنا".
