علاج مستمر وثبات على الهدف...نجاح مؤكد
منذ ولادته المبكرة لاحظت والدة أمير انه يعاني صعوبة في عملية التغذية، اضافة لضعف عام بالاستجابة وردود الفعل، فقامت بعرضه على عدد من اطباء الاطفال، ومن ثم تحويله الى مركز تأهيل الطفل في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس لتلقي خدمات التأهيل والعلاج.
وقد بدأت رحلة أمير في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس على عمر 11 شهرا، حيث قام طاقم مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس بتقديم خدمات التأهيل الشامل والمكثف له على مدار 6 ادخالات استمر كل منها من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع، تطور امير خلالها تدريجيا من طفل يعاني من صعوبة في ابداء اي رد فعل الى طفل يجوب ممرات المؤسسة باستقلالية تامة.
تصف والدة أمير الصعوبات الجمة التي واجهتها ولازالت تواجهها كأم لطفل ذو اعاقة، غير انها تقول ان تقدم أمير يزرع فيها الأمل والعزيمة، فيما اوضحت انه خلال الادخال الاول تمكنت من فهم وضع طفلها على الرغم من انه تم تحويله الى مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس قبل الحصول على تشخيص واضح له، غير ان توجيهات الطاقم الطبي في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس قد ساهمت بشكل فاعل في ايضاح الصورة بالنسبة للاسرة، حيث تم توجيههم للحصول على فحوصات جينية، حيث اظهرت النتائج ان أمير من أطفال متلازمة برودور ويلي.
وتباعا تمكن أمير من تحقيق نتائج ملموسة في نهاية كل ادخال، حيث تمكن من الجلوس بعد الادخال الثاني دون مساعدة او اسناد من أحد، فيما بدء يحبو بعد الادخال الثالث، وتمكن من الوقوف بعد الادخال الرابع ليسير بعد ذلك بضع خطوات في نهاية الادخال الخامس، اما بعد الادخال السادس فقد تمكن أمير من صعود الدرج والنزول بيسر ودون مساعدة.
عبرت والدة أمير عن سعادتها بحصولها على مختلف الخدمات واساليب الدعم من خلال مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس، حيث وصفت الية تصميم البرامج وتقديم الخدمات بالوسيلة الامثل لضمان استمرار حصول الطفل على الخدمات سواء في المركز، أو في المراكز الشريكة في الميدان، او من خلال برنامج المتابعة عن بعد وخطة العلاج المنزلية خلال التواجد في المنزل.
وقد أوضحت والدة أمير ان برنامج المتابعة عن بعد قد اثرى الاستفادة من برنامج العلاج المنزلي ومختلف الخدمات المقدمة في المركز، حيث يساعدها على تنفيذ الخطة العلاجية بشكل سليم في المنزل فيما يساهم في تحقيقهم الاهداف المرجوة من العلاج بشكل اسرع، حيث تحصل على ملاحظات مهمة من المعالجين فيما يشاهدونها تنفذ العلاجات لطفلها، فيما يسمح لها برنامج المتابعة عن بعد باستيضاح وفهم كل ما يشكل تحدٍ بالنسبة لها، خاصة وانه البرنامج مقدم من قبل فريق متعدد التخصصات.
ان النجاح الذي قد حققه أمير واسرته مؤخرا دفعهم للمضي قدما كجسم واحد لتحقيق مزيد من الاهداف، ولاحراز مزيد من التقدم، حيث حولت الاسرة منزلها الى مركز علاجي يكون جميع سكانه معالجين، يقدمون العلاجات لأمير عن طريق اللعب وكجزء من حياتهم اليومية، فيما شاركت والدة أمير برنامج العلاج المنزلي مع روضته وهناك ايضا تقوم المعلمات بدمج برنامج امير مع برنامج التعليم حيث يشاركه اقرانه بتنفيذ البرنامج.
امير واسرته نموذجا مثاليا للدمج في المجتمع، حيث تشكل الاسرة بيئة حاضنة نموذجية تدعم تطور الطفل وتحقيقه أهم الانجازات سعيا نحو حصوله على الفرص المتكافئة وصولا ليصبح شخصا فاعلا في المجتمع.