رحلة ميرا ... التغلب على التحديات والتغيير الملهم
من قلب مدينة نابلس، بدأت رحلة الاصرار والقوة، قصة ميرا البالغة من العمر احدى عشر عاما، انها قصة ايمان لا يتزعزع بانه مع الدعم الكافي والمناسب، يمكن للانسان ان يحقق كل ما يسعى اليه.
منذ اكثر من عقد من الزمن، وجدت ميرا نفسها عند مفترق طرق، وكانت وعائلتها على قدر التحدي، فقد ولدت ميرا بروح حازمة، بعد تشخيصها وبسرعة كبيرة بدأت ميرا بتلقي خدمات التأهيل الشامل في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس وهي الان مستمرة في تلقي خدمات التأهيل في مركزنا، وقد مر عقد من الزمن على لقاءها الاول مع مديرنا الطبي الدكتور وضاح ملحيس والذي قام بتحويلها لتلقي خدمات التأهيل والعلاج في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس، حيث اخذت حياتها تتحول للأفضل بعد كل ادخال.
خلال تلقيها حزمة خدمات التأهيل الشامل، لم تتمحور رحلة ميرا حول مجرد التعافي الجسدي وحسب، بل اصبح برنامج تمكين الام والاسرة بمثابة منارة ترشدها وترشد والدتها وافراد اسرتها، فقد مكنهم هذا البرنامج من دعم ميرا بل وشكل مستقبلها.
لكن، على الجانب الاخر ورغم كل الانجازات والنجاحات التي حققتها ميرا، الا انها واجهت تحديا في الاندماج في نظام التعليم في البداية، حيث بقيت ابواب المدرسة مغلقة في وجهها، اذ انه وبحسب قولها تم تجاهل ذكائها واصرارها على التعلم. لكن ميرا اصرت على ايجاد حل لهذه المشكلة، والتقت بمديرة المدرسة مطالبة اياها بان تحكم عليها بناءً على قدراتها وليس على التحديات التي تواجهها، وقد كانت كلماتها دليل على ثقتها بنفسها.
وقد اجتازت ميرا امتحان القبول بمستوى متقدم، واستطاعت ان تحجز مقعدها في الصف الاول، حيث تميز وجودها في المدرسة بالصداقة والاندماج، تبتسم ميرا اذ تخبرنا بهذا وتقول " في المدرسة، الجميع يساعدونني، ولا احد يزعجني".
ميرا الان في الصف الخامس، وقد انهت ثمانية وعشرين ادخال في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس، حيث رحلتها في النمو المستمر، تواجه ميرا التحديات بعزم كبير وبدعم مكثف من طاقم مركز تأهيل الطفل في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس، حيث يركز الفريق حاليا لتعزيز قدراتها الحركية وتحديدا الحركة الدقيقة، وتؤكد والدتها على التقدم المحلوظ والكبير الذي قد احرزته ميرا، حيث باتت الان مستقلة وقادرة على القيام بالمهام اليومية بنفسها.
لم تكن مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس مكانا للدعم وحسب، بل ايضا دافعا للنمو الشامل والمستمر، حيث تقول والدة ميرا: " في كل زيارة للمؤسسة نشهد على تطور وزيادة الخدمات المقدمة لنا، بحيث يتوفر لنا كل ما نحتاج من العلاج الطبيعي والوظيفي وحتى فحوصات السمع، إن المركز يوفر كل الخدمات تحت سقف واحد".
تتطلع والدة ميرا الى المستقبل بامل، واثقة بقدرات ابنتها على احداث التغير الدائم، " نصيحتي للاخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة هي الا يستسلموا ابدا وان يدعموا اطفالهم دون كلل، بغض النظر عن الصعوبات".